والجنَّة
والنَّار مَخلُوقَتَانِ، لا تَفنَيانِ أبدًا ولا تَبِيدَانِ.
****
وتوزن الحسنات، فإن رجحت حسناته فاز، وإن رجحت سيئاته على حسناته خاب وخسر:
﴿وَٱلۡوَزۡنُ
يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ
٨وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا
كَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ ٩﴾ [الأعراف: 8، 9].
وتكرر ذكر الوزن والميزان في آيات كثيرة، وهذا من عدل الله عز وجل، وأنه لا
يظلم أحدًا.
والميزان حقيقي، له كِفَّتان: توضع الحسنات في كِفَّة، وتوضع السيئات في
كِفَّة، فأيهم رجحت حسناته فاز، وأيهم رجحت سيئاته خسر: ﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ
لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ
حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ﴾ [الأنبياء: 47].
ومما يكون في يوم القيامة: الجنَّة دار المتقين، والنَّار دار المجرمين،
قال الله تعالى في الجنَّة: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]، وقال
في النَّار: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 24] فهما
داران باقيتان، وهما المستقَرُّ والنهاية.
«وإن الله تعالى خلق الجنَّة والنَّار قبل الخلق وخلق لهما أهلاً».
والجنَّة والنَّار مخلوقتان الآن، هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة، قال
تعالى: ﴿أُعِدَّتۡ
لِلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]،
وقال: ﴿أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 24]
وأعدت: فعل ماضٍ.
والنَّبي صلى الله عليه وسلم كان عنده أصحابه، فسمعوا وَجْبَةً، يعني: شيء سقط، فقال: «أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ
الصفحة 1 / 224