×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ [آل عمران: 19].

وقال تعالى: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ [المائدة: 3].

وهو بين الغُلُوِّ والتَّقصِيرِ.

****

على ذلك فيعتبر مسلمًا، سواء من أول الخلق أو آخرهم، فهو مستسلم لله بالتَّوحيد ومنقاد إلى الله بالطاعة.

فدين الأنبياء واحد، وشرائعهم شتى ومختلفة بسبب حاجة البشر في كل زمان ومكان؛ ففي الحديث: «الأَْنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ»   ([1]).

وقال تعالى: ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ [المائدة: 48].

فالله يُشَرِّع لكل نبي ما يناسب قومه ويناسب مصالحهم، ثم ينسخ الله لأمة أخرى بحسب مصالحها، فمَن كان على دين نبي قبل أن ينسخ فهو مسلم، فعبادة الله بما شرعه لذلك النَّبي.

ولكن بعد البعثة المحمدية صار الدين واحدًا ونسخ الله ما قبله، وصار الدين المعتبر دينه صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لأحد أن يبقى على دين من الأديان السابقة؛ لأن رسالته ودينه صلى الله عليه وسلم عام لكل الخلق، وشامل لكل زمان ولكل جيل.

فهو الدين الذي رَضِيه لعباده من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة.

فالإسلام وسط بين الغلو، وهو: الزيادة والتشديد، وبين التقصير، وهو: الجفاء؛ فدين الإسلام وسط لا تشديد فيه ولا تحلُّل


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2670).