وبعَذابِ
القَبْرِ لِمَن كان له أهلاً، وسُؤَالُ مُنكَر ونَكِير في قَبْرِه عن ربِّه
ودِينِه ونبِيِّه، على ما جاءت به الأخبارُ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وعن الصَّحابة رِضوَانُ الله عليهم.
****
ففي بعض الآيات أسند الموت إلى المَلائكَة، وفي بعض الآيات أسند إلى مَلَك
واحد؛ فدل هذا على أن المَلائكَة لهم رئيس هو ملك الموت.
ومسألة الموت لا أحد ينازع فيها، أما ملك الموت وأعوانه فينكرهم بعض بني
آدم، ولكن الإيمان بالمَلائكَة أصل من أُصُول الإِسْلام والإيمان الثابتة بالكتاب
والسنة، فمن أنكر وجود المَلائكَة عمومًا أو ملكًا من المَلائكَة فهو كافر؛ لأنه
جحد ركنًا من أركان الإيمان.
ذكر شيخ الإسلام في «العقيدة الواسطية» أن الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه
كلُّ ما بعد الموت من عذاب القبر ونعيمه ومن البعث ومن العرض والحساب والميزان
وتطايُرِ الصحف والجنَّة والنَّار، ومن أنكر شيئًا منها فإنه لا يكون مؤمنًا
باليوم الآخر.
واليوم الآخر وما فيه من أمور الغيب التي لا ندخل فيها بعقولنا وأفكارنا، إنما
نعتمد على ما جاء في الكتاب والسنة، ولا نتدخل في هذه الأمور، ولا نقول فيها إلا
بالدليل.
والقبر برزخ بين الدُّنيا والآخرة، والبرزخ: معناه الفاصل بين شيئين: ﴿وَمِن
وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 100].
القبر محطة انتظار، وينتقل النَّاس بعده إلى البعث والحساب.
الصفحة 1 / 224