وذكر ابن القيِّم رحمه الله أن الدُّورَ ثلاث:
الأولى: دار الدُّنيا: وهي مَحَلُّ العمل والكَسبِ من خيرٍ أو شر.
الثانية: دار البرزخ: وهي دار مؤقتة، ولهذا يخطئ من يقول مثواه الأخير.
الثالثة: دار القرار: وهي الجنَّة أو النَّار: ﴿وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ
دَارُ ٱلۡقَرَارِ﴾ [غافر: 39].
فإذا وُضِع الميت في قبره ودُفِن وانصرف النَّاس عنه، وإنه لَيَسمع قَرْعَ
نعالهم، كما في الحديث، فإنه تُعاد روحه في جسده، وهذه حياة برزخية لا يعلمها إلا
الله، والله على كل شيء قدير، وبعد أن تُعادَ روحه في جسده ويُحْيَا حياة أخرى
فيأتيه ملكان فيسألانه ثلاثة أسئلة: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ ([1]).
فإن أجاب بجواب صحيح فاز وربح، وصارت حفرته روضة من رياض الجنَّة، ثم يوم
القيامة يصير من أهل الجنَّة.
وإن أخفق في الجواب ولم يُجِبْ؛ فإن قبره يصير حُفْرة من حُفَر النَّار،
ويُضَيَّقُ عليه قبره حتَّى تختلف عليه أضلاعه.
والأول يوسَّع له في قبره مَدَّ بصرِه، ويفتح له باب من الجنَّة يأتيه من
رَوحها وريحانها، وهذا يُضيَّق عليه في قبره حتَّى تختلف عليه أضلاعه، ثم يُفتَح
له باب من النَّار فيأتيه من حَرِّها وسَمُومها، والعياذ بالله.
فالإجابة الصحيحة والتي يُثبِّت الله قائلها: أن يقول: ربي الله،
([1])أخرجه: البخاري رقم (218)، ومسلم رقم (292).