×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا نَخُوضُ في الله، ولا نُمَارِي في دين الله.

ولا نُجادِلُ في القُرآنِ، ونَشهَدُ أنه كَلامُ رَبِّ العالَمِين.

****

وقوله: «معترفين» «مصدقين» لا يكفي الاعتراف والتصديق إلا على مذهب المرجئة، بل لابد مع ذلك من العمل بما جاء به، ولابد من الإخلاص في ذلك.

لا نخوض في الله، بل نؤمن به وبصفاته وأسمائه، ولا نُؤَوِّلُها ونصرِفُها عن ظاهرها، ونأتي بمعانٍ ما أرادها الله ولا أرادها النَّبي صلى الله عليه وسلم، اتباعًا لأهوائنا وعقولنا القاصرة، وهذا كفر بالله عز وجل.

وكذلك في دين الله لا نماري -أي: نجادل - ونقول: هذا نؤمن به وهذا نتوقف في الإيمان به، فما دام ثبت في الكتاب والسنة فليس فيه مجال للخوض، بل نؤمن به ونُسَلِّم، وإن كان في عقولنا ما لا يدرك هذا الشيء، فعقولنا قاصرة، ولو كانت كاملة لما احتاجت إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، ولما احتاجت البشرية إلى الرسل، فدل على أن العقول قاصرة، وأنه لابد من إرسال الرسل؛ لإحقاق الحق وإبطال الباطل.

قوله: «لا نجادل في القرآن» يشمل عدم القول بأنه ليس من عند الله، كما يقوله الكفَّار، ويقولون: هو من عند محمد صلى الله عليه وسلم.

وكذلك الجدال في تفسير معاني القرآن، فلا نفسر القرآن من عند أنفسنا، فالقرآن لا يفسَّر إلا بما جاء في كتاب الله أو ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما قاله الصَّحابة أو ما قاله التابعون، أو ما اقتضته اللغة العربية التي نزل بها.


الشرح