×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وكلُّهم يتقلَّبون في مشيئتِهِ بين فَضلِهِ وعَدلِهِ.

****

فجعل الظلمَ والكفرَ والفسقَ أسباب لعدم الهداية، وهذه من أفعال العباد جازاهم عليها، عدلاً منه سبحانه وتعالى لا ظلمًا؛ ﴿وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ [النحل: 33].

فلا يليق به سبحانه أن يُكرِم مَن هذا وَصْفُه، وأيضًا لا يليق به سبحانه وتعالى أن يُضِيع عَمَلَ العاملين، قال سبحانه: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21].

﴿وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [الجاثية: 22].

﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦ [القلم: 35، 36] هذا جَوْر يُنَزَّه الله عنه.

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [سورة ص: 28].

فالله سبحانه وتعالى لا يُضيع أجر من عمل صالحًا، ولا يجازي أحدًا بغير فعله، وبغير كسبه؛ ﴿وَمَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [الصافات: 39]؛ فالعمل كله للعبد من الخير والشر، والمجازاة من الله فضلاً وعدلاً.

وكل العباد لا يخرجون عن التقلُّب في مشيئة الله بين فضله على أهل الطاعة وأهل الخير، وعدله مع أهل الكفر والشِّرك، وهذا هو اللائق بحكمته وعظمته سبحانه، فلا يجمع بين المتضادَّات والمختلِفَات، بل يُنَزِّل الأشياءَ في منازلها، ولهذا من أسمائه: الحكيم،


الشرح