خالق
بلا حاجةٍ، رازق بلا مُؤنةٍ.
مُمِيت
بلا مَخَافَةٍ.
****
هو الذي خلق الخلق وهو ليس بحاجة إليهم، إنما خلقهم لعبادته: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]،
فخلقهم لا لحاجة إليهم بأن ينصروه أو ليعينوه أو ليساعدوه سبحانه أو يحموه، إنما
خلقهم لعبادته، وهم المحتاجون للعبادة؛ لِتَصِلَهم بالله وتربِطَهم بربهم.
فالعبادة صلة بين العبد وربه، فتقرِّبُه من الله، ويحصل بها من الله على
الثواب والجزاء، فالعبادة حاجة للخلق وليست بحاجة لله عز وجل: ﴿إِن
تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ
حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8]. ﴿إِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ﴾ [الزمر: 7].
وقوله: «رازق بلا مؤنة» أي: هو القائم بأرزاق عباده ولا يُنقِص ذلك مما عنده.
أي: يميت الأحياء إذا كملت آجالهم، لا لأنه خائف منهم ولكن ذلك لحكمته سبحانه وتعالى؛ لأن الحياة في الدُّنيا لها نهاية، وأما الآخرة فليس للحياة فيها نهاية، فإماتتهم ليس خوفًا منهم أو ليستريح منهم، ولو كانوا يكفرون به فإنه لا يتضرر بكفرهم، وإنما يضرون أنفسهم، لكنه هو يفرح بتوبتهم؛ لأنه يحب ويريد لهم الخير، فهو يفرح بتوبتهم وهو ليس في حاجة إليهم، إنما ذلك من لُطْفه وإحسانه.
الصفحة 1 / 224