ونؤمِنُ
بالمَلائكَة والنَّبيين.
****
واسطة المَلَك، وسمع موسى كلامه،
ناداه سبحانه وناجاه؛ والمناداة: الصوت المرتفع، والمناجاة: الصوت الخَفِيِّ، كل
هذا حصل لموسى، وهذه فضيلة لم يحصل عليها غيره.
وقال: ﴿تَكۡلِيمٗا﴾ [النساء: 164]،
للتأكيد، حتَّى لا يقول أحد: إن هذا مجاز، فلما أكَّده بالمصدر دل على أنه تكليم
حقيقي من الله عز وجل، وهذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وفيه إثبات الفضيلة
لموسى عليه الصلاة السلام على غيره من
النَّبيين في هذه الخصلة.
ولا يلزم إذا كان عند نبي من الأنبياء مِيزَةٌ خاصة أن يكون أفضلَ من غيره
على الإطلاق، بل هو أفضل من غيره من الأنبياء في هذه الخَصْلَة.
هذا من أركان الإيمان، التي أولها: الإيمان بالله، وثانيًا: الإيمان بالمَلائكَة،
وهم عالَم من عالَم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، خلقهم الله تعالى من
النور؛ لعبادته وتنفيذ أوامره في مخلوقاته، أوكل إليهم أعمالاً يقومون بها
وينفذونها في مخلوقاته.
منهم: الموكَّل بالوحي.
ومنهم: الموكَّل بالقَطْر والنبات.
ومنهم: الموكَّل بقَبْضِ الأرواح.
ومنهم: الموكَّل بالنفخ في الصُّورِ.
ومنهم: الموكَّل بحفظ أعمال بني آدم.
ومنهم: الموكل بالجبال.
الصفحة 1 / 224