وعُلَماء
السَّلَف من السَّابِقِين، ومَن بَعدَهم من التَّابعِين - أَهلِ الخَيرِ والأثَرِ،
وأَهلِ الفِقْهِ والنَّظَرِ - لا يُذكَرون إلاَّ بالجَمِيلِ، ومَن ذَكَرهُم بسُوءٍ
فهو على غَيرِ السَّبيلِ.
****
فالرافضة: يقدحون في عائشة ويصفونها بما برأها الله منه، وهذا تكذيب لله عز وجل،
ووصف لله بأنه اختار لرسوله امرأة لا تصلح له، وهذا كُفر بالله، قال تعالى: ﴿ٱلۡخَبِيثَٰتُ
لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ
وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النور: 26]؛ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم طيب فلا
يختار الله له إلا الطيبة.
«وذرياته» المقصود بهم: أولاده صلى الله عليه وسلم، وأولاد ابنته فاطمة، وهم
الحسن والحسين وأولادهما، هؤلاء ذريته صلى الله عليه وسلم.
لما فرغ رحمه الله من حقوق الصَّحابة وأهل البيت، وما يجب لهم من المحبة
والموالاة، وعدم التنقُّص لأحد منهم - انتقل إلى الذين يلونهم في الفضيلة وهم
العلماء، فعلماء هذه الأمة لهم منزلة وفضل بعد الصَّحابة؛ لأنهم وَرَثة الأنبياء؛
لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([1])، والمراد بهم:
علماء أَهل السُّنة والجمَاعة، أهل العلم والنظر والفقه، وأهل الأثر، وهم أهل
الحديث.
· فالعلماء على قسمين:
القسم الأول: علماء الأثر، وهم المحدِّثون الذين اعتَنَوا بسنة النَّبي صلى الله عليه وسلم وحفظوها وذبُّوا عنها، وقدَّموها للأمة صافية نقية، كما نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبعدوا عنها كل دَخِيل وكل كذب، فنحَّوا الأحاديث الموضوعة وبينوها وحاصروها، فهؤلاء يسمَّون: علماء الرواية.
الصفحة 1 / 224