والأَمنُ
والإِيَاسُ يَنقُلانِ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
****
ولا نُقنِّطُ المذنب من رحمة الله كما تقوله الخوارج والمُعتزلَة، لا نقنطه
من رحمة الله، بل هو مُعَرَّض للوعيد وتحت المشيئة، وإن تاب تاب الله عليه عز وجل:
﴿إِنَّهُۥ
لَا يَاْيَۡٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87].
﴿قَالَ
وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ﴾ [الحجر: 56].
﴿يَٰعِبَادِيَ
ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ﴾ [الزمر: 53].
والوعيدية الذين هم الخوارج ومن سار في رِكَابِهِم، هم الذين يُقنِّطون
النَّاس من رحمة الله، ويُخرِجُونهم من المِلَّة بذنوبهم، وإن كانت دون الشِّرك.
من أصول العقيدة الإسلامية: الخوف والرجاء، وهما من أعظم أصول العقيدة،
والخوف والرجاء لابد من الجمع بينهما، لا يكفي الاقتصار على واحد منهما فقط، كما
قال تعالى في وصف أنبيائه: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ
فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ﴾ [الأنبياء: 90]، ﴿رَغَبٗا﴾ [الأنبياء: 90]،: هذا
هو الرجاء، ﴿وَرَهَبٗاۖ﴾ [الأنبياء: 90]،: هذا
هو الخوف.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ
وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57]؛ فهم يجمعون بين الخوف والرجاء.
وقال جل وعلا: ﴿أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ﴾ [الزمر: 9].
الصفحة 1 / 224