×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا نُفَضِّل أَحدًا من الأَولِياءِ على أحَدٍ من الأَنبِياءِ عليهم السلام، ونقول: نبيٌّ واحِدٌ أَفضلُ من جَميعِ الأَولِياءِ.

****

وذلك لأن نفعهم يتعدَّى، وفي رواية: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ» ([1])؛ فالعلماء لهم احترام ومنزلة.

فلا يجوز الطعن فيهم وتنقُّصُهم حتَّى لو حصل من بعضهم خطأ في الاجتهاد، فهذا لا يقتضي تنقصهم؛ لأنهم قد يخطئون، ومع ذلك هم طالبون للحق، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اجْتَهَدَ الْحَاكِمُ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ واحِدٌ» ([2])، وهذا في حق العلماء وليس المتعالِمِين؛ لأنه لا يحق لهم أن يدخلوا فيما لا يحسنون.

انتقل المصنف رحمه الله من العلماء إلى الأولياء.

والأولياء: جمع ولي، والولاية هي القرب والمحبة، فهم أهل القرب والمحبة من الله عز وجل، وسُمُّوا بالأولياء لقربهم من الله، ولأن الله يحبهم، قال تعالى﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [البقرة: 195].

وقد بيَّنهم الله في قوله: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣ [يونس: 62، 63].

·        فالولي لابد أن يجتمع فيه صفتان:

الأولى: الإيمان.

والثانية: التقوى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (7352)، ومسلم رقم (1716).

([2])أخرجه: البخاري رقم (5063)، ومسلم رقم (1110) كلاهما بلفظ قريب.