وقد
عَلِمَ الله تعالى فيما لم يَزَلْ عَدَدَ مَن يدخل الجنَّة، وعَدَدَ مَن يدخل
النَّار جُملَةً واحدةً، فلا يُزدَادُ في ذلك العدد، ولا يُنقَصُ منه.
****
هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ
٣٥ أَمۡ
خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ٣٦﴾ [الطور: 35، 36].
فيا
عجبًا كيف يُعصَى الإله |
|
أم
كيف يَجحَدُهُ الجاحدُ |
وفي
كلِّ شيء له آية |
|
تدل
على أنه واحدُ |
كلُّ ما أمامك يدل على وحدانية الله، ويشهد لله بالانفراد في خلق هذه
المخلوقات: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ﴾ [الحج: 73]؛
فالخالق الله سبحانه، ولا أحد يخلق معه، فكيف يُعبَد غيره ممن لا يخلق ولا يرزق
ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضَرًّا؟!
فمعنى الآية: ﴿وَإِذۡ
أَخَذَ رَبُّكَ﴾ [ألاعراف: 172]
شهادة الفطرة وشهادة الكائنات على وحدانية الله سبحانه وتعالى، وليس لأحد
أن يعتذر يوم القيامة ويقول: ﴿إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا
غَٰفِلِينَ﴾ [ألاعراف: 172]؛ فالاحتجاج بالتقليد لا يصلح أمام
البراهين القاطعة والأدلة الساطعة.
هذا الكلام وما بعده من كلام الشيخ رحمه الله كله في موضوع القضاء والقدر.
والإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
الصفحة 1 / 224