×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا يشبه قول البَشَر.

ومن وصف الله بمعنًى من معاني البشر، فقد كفر.

فمن أبصَرَ هذا اعتَبَرَ.

وعن مِثلِ قَولِ الكفَّار انزَجَرَ.

****

 فإنه إن كفر بالقرآن لم ينفعه ادعاء الإسلام؛ لأن هذا رِدَّة - والعياذ بالله -؛ فتبين بهذا أنه لابد من الاعتراف بأن القرآن كلام الله حقيقة.

لو كان الكلام من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فلا لوم على الوليد بن المغيرة إن قال: إن القرآن من كلام محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يتوعده الله بهذا الوعيد الشديد؟! فدل على أنه قال مقالة عظيمة وفظيعة؛ حيث نسب القرآن لغير الله، وكلُّ من سار على هذا المذهب وهذا المنهج فإنه مثل الوليد بن المغيرة، يكون في النَّار خالدًا فيها.

يعني: من شبَّه الله بمعنًى من معاني البشر فقد كفر لأنه تنقَّص اللهَ عز وجل.

لأن هناك فرقًا واضحًا بين صفات الخالق وصفات المخلوق، وإن اشتركت في الاسم والمعنى، ولكن تختلف في الحقيقة وتختلف في الواقع والخارج، فلا تشابُهَ بين كلام الله وكلام البشر، ولا تشابُهَ بين سمع الله وسمع البشر، ولا تشابُهَ بين بصر الله وبصر البشر، ولا علم الله وعلم البشر، ولا مشيئة وإرادة الله ومشيئة وإرادة البشر؛ ففرق بين صفات الله وصفات المخلوق، فمن لم يفرق بينهما صار كافرًا.

من تدبر الآيات القرآنية التي أنزلها الله في الوليد بن المغيرة، من تدبرها عرف بطلان أقوال هذه الفرق الضالة في كلام الله عز وجل.


الشرح