والميثاق
الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته حق.
****
فالجهمية والخوارج وأضرابهم أنكروها وقالوا: من دخل النَّار لا يخرج منها.
وأَهل السُّنة والجمَاعة أثبتوها كما جاءت واعتقدوها، ويجب على المسلم أن
يعتقدها ويؤمن بها، وأن يسأل الله أن يُشفِّع فيه نبيَّه؛ لأنه بحاجة إليها.
الشفاعة الخامسة -وهي خاصة بالنَّبي صلى الله عليه وسلم -: وهي شفاعته في عمه
أبي طالب، أبو طالب مات على الشِّرك وعلى دين عبد المطلب المشرك، قال: «هُوَ
عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»، ومات على ذلك، فصار من أهل النَّار
الخالدين فيها، ولكن الله عز وجل يشفِّع رسولَهُ صلى الله عليه وسلم في
تخفيف العذاب عنه، فيكون في ضَحْضَاحٍ من نار، ما يرى أن أحدًا أشدَّ منه عذابًا،
مع أنه أهون أهل النَّار عذابًا ([1]).
والشفاعة في أهل الكبائر مشتركة، فالمَلائكَة يشفعون، والأنبياء يشفعون،
والأولياء والصالحون يشفعون ([2])، والأفراط
يشفعون لآبائهم.
الميثاق الذي أخذه الله تعالى من آدم وذريته أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا
حق.
كما جاء في الحديث أن النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا: أن الله استخرج ذُرِّيَةَ آدم من ظهره كأمثال الذَّرِّ، وأَشهَدَهُم على أنفسهم بالوحدانية، وأخذ عليهم الميثاقَ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ([3]). فنحن نؤمن بذلك.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3883)، ومسلم رقم (209).
الصفحة 1 / 224