ودِينُ
الله في الأَرضِ والسَّماءِ واحِدٌ، وهو دِينُ الإِسلاَمِ.
****
القسم الثاني: اختلاف في الاجتهاد الفقهي: وهذا لا يوجب عداوةً؛ لأن
سببه هو النظر في الأدلة حسب مدارك النَّاس، والنَّاس يختلفون في ذلك، وليسوا على
حدٍّ سواء، فهم يختلفون في قوة الاستنباط وفي كثرة العلم وقلته.
فهذا الخلاف إذا لم يصحبه تعصُّب للرأي فإنه لا يفضي إلى العداوة، وكان
الصَّحابة يختلفون في المسائل الفقهية، ولا يحدث بينهم عداوة، وهم إخوة، وكذلك
السلف الصالح والأئمة الأربعة يختلفون، ولم يحصل بينهم عداوة، وهم إخوة، وكذلك
أتباعهم، فإذا تعصب أحدهم للرأي فإن ذلك يوجب العداوة.
ويجب على المسلم أن يأخذ الأقوال التي توافق الدليل من الكتاب أو السنة،
قال سبحانه: ﴿فَإِن
تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ
تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾ [النساء: 59].
وقال سبحانه: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ
فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ﴾ [الشورى: 10] فيُرجَع في الخلاف إلى الكتاب والسنة
ويُؤخَذ ما ترجح بالدليل.
والإسلام عبادة الله وحده لا شريك له، فهذا تدين به المَلائكَة في السماء والإنس والجن في الأرض، وهو دين الإسلام، ومعناه بمفهومه العام: هو الاستسلام لله بالتَّوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخُلُوص من الشِّرك، كما عرفه شيخ الإسلام ونقله عنه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في «الثلاثة الأصول»، فالإسلام دين جميع الأنبياء وأتباعهم، فكل نبي دعا قومه إلى ذلك، وكل مَن اتبعه