ما
زال بصفاتِهِ قديمًا قبل خلقه.
****
﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن
شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ﴾ [الزمر: 68] وهي
نفخة البعث.
فالأولى نَفْخَةُ الصَّعْق وَالْمَوْتِ، وَالثَّانِيَة نَفْخَة الْبَعْثِ.
﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ﴾ [يس: 51]. أي:
القبور: ﴿وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يَنسِلُونَ ٥١قَالُواْ
يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ
وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ ٥٢﴾ [يس: 51، 52].
فالله قادر على كل شيء، وهذا رد على الكفَّار الذين يُعجِّزون الله عن
إحياء الموتى وإعادتهم كما كانوا.
قال تعالى: ﴿أَيَحۡسَبُ
ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ٣بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ
بَنَانَهُۥ ٤﴾ [القيامة: 3، 4].
﴿يَوۡمَ
يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ﴾ [المعارج: 43].
هذه قدرة الله وإرادته ومشيئته، لا يعجزه شيء، لكن بعض المخلوقين يَقِيس
الله بخلقه فيستبعد البعثَ؛ لأنه في نظره مستحيل، ولا ينظر إلى قدرة الله، ولم
يقدُرِ اللهَ حقَّ قدره، وهذا من الجَّهل بالله عز وجل.
تقدم قول المصنف: «قديم بلا ابتداء»؛ فهو سبحانه وتعالى ليس قبله شيء، ومعنى ذلك: أنه متصفٌ بصفات الكمال؛ فصفاته تكون أزلاً وأبدًا، فكما أنه أول بلا بدايةٍ فكذلك صفاته، فإنها تكون تابعةٌ له سبحانه، فهي أولية بأولية الله سبحانه وتعالى، فلم يكن أولاً بلا صفات ثم حدثت له الصِّفات بعد ذلك كما يقوله أهل الضلال، الذين يقولون: لم تكن له
الصفحة 1 / 224