فهذا دينُنا واعتقادُنا
ظاهرًا وباطنًا. ونحن بَرَاءٌ إلى الله من كُلِّ مَن خالف الذي ذَكَرْناهُ
وبَيَّناهُ.
ونسأل
اللهَ تعالى أن يُثَبِّتَنَا على الإيمان، ويَخْتِمَ لنا به.
ويَعصِمَنا
من الأهواء المُختَلِفة، والآراء المُتفرِّقَة.
****
أي: ما ذكرناه في هذه العقيدة من
أولها إلى آخرها، فهو ديننا معشر المُسْلمين، ونحن براء من كل من خالفه؛ لأنها
عقيدة حق، وما خالفها فهو باطل.
هذا تأدُّب مع الله، لمَّا بين عقيدة أَهل السُّنة والجمَاعة، سأل الله أن
يثبته عليها، فلا يكفي أن الإِنسَان يعرف العقيدة، فالعالم يَزِلُّ ويخطئ، فلا
يغتر الإِنسَان بعلمه، ولا يأمن الفتن، فهل علمه يعادل علم إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ وقد دعا الله فقال: ﴿وَإِذۡ قَالَ
إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن
نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ
فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦﴾ [إبراهيم: 35، 36]
؟!
فالإِنسَان يسأل الله السلامة والعافية، فكم من عالم زلَّ وانحرف عن الدين،
وكم وكم... فالأعمال بالخواتيم.
ما أضل النَّاس إلا الأهواء، قال تعالى: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ
هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50].
وقال سبحانه: ﴿أَفَرَءَيۡتَ
مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ﴾ [الجاثية: 23]
فالإِنسَان يسأل الله السلامة من الهوى، وأن يهديه الحق، وإن خالف هواه.
الصفحة 1 / 224