×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والمذاهب الردِيَّة.

مثل المشبِّهة.

والمُعتزلَة.

****

وقال الله عز وجل في اليهود: ﴿أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ [البقرة: 87]؛ فالهوى خطير جدًّا.

وهي الفرق التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم بقوله: «إِنْ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ...»  ([1]) الحديث؛ لأنها خارجه عن الحق، إلا من سار على مثل ما سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنهم ناجون من النَّار، ولذلك سُمُّوا بالفرقة الناجية.

والمذاهب بمعنى الآراء.

هم الذين شبهوا صفات الله بصفات المخلوقين.

هم الذين عطلوا صفات الله ونَفَوها، بحجة أنهم ينزهون الله، فغَلَوا في التنزيه، وهم أتباع واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وكانا من تلاميذ الحسن البصري، وكانوا يحضرون في حلقته، فسئل الحسن البصري عن صاحب الكبيرة، فأجاب بما يوافق الكتاب والسنة، وقال: هو تحت المشيئة، ولا يكفر بالكبيرة، وهو ناقص الإيمان، فعند ذلك أنكر عليه واصل وقال له: هو في منزلة بين المنزلتين، ليس بكافر ولا مسلم؛ فاخترع هذا المذهب الباطل، واعتزل مجلس الحسن، واجتمع حوله النَّاس الذين هم من جنسه، فكونوا جماعة سُمُّوا بالمُعتزلَة.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641)، وابن ماجه رقم (3992)، وأحمد رقم (16937).