×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا نُنَزِّلُ أحدًا منهم جنَّةً ولا نارًا.

****

المسألة الثانية: الصَّلاة على جنازة المسلم وإن كان فاسقًا، ما لم يخرج من الإسلام، فهو مسلم له ما للمُسْلمين وعليه ما على المُسْلمين، أما إذا خرج عن الإسلام فلا يصلَّى عليه؛ لأنه ليس بمسلم.

وليس كل إنسان يَحكُمُ على النَّاس بالرِّدَّة، إنما يحكم بذلك أهل العلم والبصيرة بالرجوع إلى قواعد أَهل السُّنة والجمَاعة، أما كل أحد فلا يحكم بذلك، وإن كانت نيته طيبة ومقصده حسنًا، إنما الحكم لأهل البصيرة والراسخين في العلم.

نحن لا نشهد لأحد، مهما بلغ من الصلاح والتقى، لا نشهد له بالجنَّة؛ لأننا لا نعلم الغيب، ولا نحكم لأحد من المُسْلمين بالنَّار مهما عمل من المعاصي، لا نحكم عليه بالنَّار؛ لأننا لا ندري بما ختم له وما مات عليه، وهذا في المعيَّن؛ فنحن ما لنا إلا الظاهر فقط.

وكذلك لا يُحكَم لأحد بالنَّار، إلا من شهد له بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء بجنة أو نار.

مثل العَشَرة المبشرين بالجنَّة، وهم الخلفاء الراشدون الأربعة، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيد الله، رضي الله عنهم([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (12697)، والبغوي في «شرح السنة» رقم (3535)، والبيهقي في «الشعب» رقم (6605).