×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وكذلك شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شَمَّاس الأنصاري، شهد له بالجنَّة.

وكذلك رجل من الأنصار قال: «يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فدخل رجل تَنطُفُ لحيته من وَضوئه، وبيده اليسرى نعلاه، ثم جلس في الحلقة، وفي اليوم الثاني والثالث قال صلى الله عليه وسلم نفسَ المقالة، ودخل نفسُ الرجل، وهذا من باب التأكيد، وإلا فشهادة واحدة تكفي، وقد تابعه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حتَّى يعلم عمله الذي بسببه بُشِّرَ بالجنَّة، فلم يجد عنده كَثِيرَ عبادة، وجده محافظًا على الفرائض، ويقوم من الليل، وكان إذا استيقظ من الليل ذكر الله وسبح وهلل، فلما أراد عبد الله أن يغادر قال للرجل: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا، فأردت أن أَسْبُرَ عملك، فقال الرجل: ما هو إلا ما رأيت. فلما ولَّى دعاه وقال: إلا أنني لا أجد في قلبي غلًّا على مسلم، قال: هذا، وهذا الذي لا نطيقه ([1]).

الحاصل: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد لأحد بالجنَّة، فإننا نشهد له بالجنَّة، ونقطع له بالجنَّة، وأما غيره فلا نقطع له، ولكن نرجو له الخير.

وكذلك الكافر المعين لا نحكم عليه بالنَّار؛ لأنه قد يتوب ويموت على التوبة، يختم له بخير، لكننا نخاف عليه. هذا من حيث التعيين.

أما من حيث العموم: فنقطع أن المُسْلمين في الجنَّة، ونقطع أن الكفَّار من أهل النَّار.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (21).