ولا نشهَدُ عليهم بكُفرٍ ولا
بشِركٍ ولا بنِفَاقٍ، ما لم يَظهَر منهم شيءٌ من ذلك.
ونَذَرُ
سَرَائِرَهُم إلى الله تعالى.
ولا
نَرَى السَّيفَ على أحَدٍ من أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم إلا مَن وجب عليه
السَّيفُ.
****
الأصل في المسلم العدالة، وهذه قاعدة عظيمة فلا نسيء الظن فيه ولا نتجَسَّس
عليه، ولا نتتبَّعْه، لكن إن ظهر لنا شيء حكمنا به عليه، وإن لم يظهر شيء فلا نسيء
الظنَّ بالمُسْلمين، فنعامله بما يظهر منه، ونحن لسنا مكلَّفين بالبحث عن النَّاس
والتحري عنهم والحكم عليهم، لم يكلفنا الله بذلك.
نحسن الظن بهم، وسرائرهم إلى الله تعالى، ولم نكلَّفْ أن نبحث عن النَّاس
وعن أحوالهم، والواجب ستر المسلم وإحسان الظن به، والتآخي بين المُسْلمين؛ ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ﴾ [الحجرات: 10].
لا يجوز قتل المسلم، واستباحة دمه؛ لأن الله عصمه بالإسلام؛ قال صلى الله
عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ
عَلَى اللهِ عز وجل » ([1]).
فمن أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين، ولم يظهر منه ناقض من نواقض الإسلام فإن دمه حرام، فلا يجوز الاعتداء عليه وسفك دمه،
([1])أخرجه: البخاري رقم (67)، ومسلم رقم (1679).