×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وكل ما جاء في ذلك من الحديثِ الصَّحيح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو كما قال.

ومعناه على ما أراد.

لا ندخل في ذلك مُتَأوِّلِين بآرائِنَا، ولا مُتَوَهِّمين بأهوائِنَا.

فإنه ما سَلِمَ في دينه إلا من سلَّم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

****

كل ما جاء عن الرسول في إثبات الرؤية فهو حق على حقيقته، مثل ما جاء في القرآن سواء، يجب الإيمان به؛ لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من الله: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3، 4]، ويسمى بالوحي الثاني، ولقد أخبر النَّبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة متواترة أن المؤمنين يرون ربَّهم يوم القيامة، فيجب الإيمان بذلك من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تمثيل ولا تكييف.

أي: ما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم، لا على ما أراده المُبتَدِعة والمُحَرِّفة.

كما يفعله الجهمية والمُعتزلَة ومن تتلمذ عليهم وأخذ برأيهم من التأويل الباطل.

بل الواجب علينا أن نتَّبع الكتاب والسنة، ولا نتدخَّلَ بعقولنا وأفكارنا ونحكِّمها على ما جاء في الكتاب والسنة، الواجب أنَّ الكتاب والسنة يحكمان على العقول والأفكار.

ومعنى «سلَّم» أي: قَبِلَ ما جاء عن الله، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وآمن به على ما جاء، من غير أن يتدخَّلَ بتحريفه وتأويله، هذا معنى التسليم.


الشرح