وردَّ عِلْمَ ما اشتبه عليه إلى
عالِمِهِ.
ولا
تَثبُتُ قَدَمُ الإسلام إلاَّ على ظهر التسليم والاستسلام.
****
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «آمنت بالله وبما جاء في كتاب الله
على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ». أي: لا على الهوى والتحريف وأقوال النَّاس.
من سَلَّم وانقاد وردّ ما اشتبه عليه، ولم يعرف معناه أو لم يعرف كيفيته،
رده إلى عالمه، وهو الله، سبحانه وتعالى، فالذي يشكل عليه شيء يرجع إلى أهل العلم
وفوق كل ذي علم عليم، فإن لم يكن عند العلماء علم بهذا فإنه يجب تفويضه إلى الله
جل وعلا.
ولذلك كان النَّبي صلى الله عليه وسلم إذا سأل أصحابَهُ عن بعض الأشياء
التي لا يعرفونها قالوا: الله ورسوله أعلم؛ فلا يدخلون في المتاهات ويتخرصون.
فإن وجدت عالمًا موثوقًا يبين لك فالحمد لله، وإلا فابقَ على تسليمك
واعتقادك أنه حق وأن له معنًى، ولكن لم يتبيَّنْ لك.
لا يثبت الإسلام الصحيح إلا بالتسليم لله عز وجل، قال سبحانه: ﴿فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ
لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ
تَسۡلِيمٗا﴾ [النساء: 65].
والاستسلام هو: الانقياد والطاعة لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.