والحَوضُ
الذي أكرمه الله تعالى به - غِياثًا لأمَّته - حقٌّ.
****
من جملة ما يعتقده أَهل السُّنة
والجمَاعة ما صح فيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور يوم القيامة،
وما يحدث في يوم القيامة من أمور.
فمن ذلك: الحوض: فإن النَّبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن له حوضًا ([1]) في يوم
القيامة في المحشر يَرِدُهُ أتباعه الذين آمنوا به واتبعوه، فيشربون منه، فإذا
شربوا منه شَربَةً واحدة لم يظمئوا بعدها أبدًا.
وذلك لأن يوم القيامة يوم شديد وعصيب وفيه حرٌّ شديد؛ فيحصل الظمأ الشديد،
فجعل الله هذا الحوض غِياثًا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم يُغِيثُهم به، ومعلوم
أن الغيث الذي يُنزِلُه الله من السماء تحيا به الأرض وتحيا به النفوس؛ فكذلك
الحوض فإنه غِياثٌ يُغِيثُ الله به العباد عند شِدَّةِ حاجتهم إلى الماء.
والحوض هو مَجْمَع الماء، وقد وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه حوض
عظيم طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته عدد نجوم السماء، وأن مَن يشرَبْ منه شَربَةً لا
يظمَأْ بعدها أبدًا، ماؤه أَبيَضُ من اللَّبَنِ وأحلى من العَسَلِ ([2]).
وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يَرِدُهُ أقوامٌ ثم يُذَادون ويُمنَعون من الشُّرب منه، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي» فيقول الله عز وجل: «إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ» فيقول صلى الله عليه وسلم: «سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي» ([3]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (6580)، ومسلم رقم (2303).