×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وأفعالُ العباد خَلْقُ الله، وكَسْبٌ من العباد.

****

 المزمن أو الكبير الهَرِم، فهذا لا يستطيع استطاعة تنفيذٍ وفعلٍ، ويستطيع استطاعة تكليف، فهذا يجب عليه الحج في ذمته.

ومثل دخول وقت الصَّلاة يوجِب الصَّلاة على المكلف، ويكون التنفيذ بحسب استطاعته، فالمريض يصلي قائمًا، فإن لم يستطع فقاعدًا، فإن لم يستطع فعلى جنب، فالصَّلاة تجب عليه على كل حال؛ لأنه في استطاعته ذلك، وهذه الاستطاعة قبل الفعل، أما التي مع الفعل قد تكون معدومة نهائيًّا، وقد تكون موجودة، ولكن ليست تامة، فيجب عليه على قدر استطاعته.

﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16].

﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286].

وفيه فرق بين الاستطاعتين:

فالأولى يتعلق الخطاب بها، كما قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ [البقرة: 286].

والثانية يتعلق بها التنفيذ.

هذه المسألة حصل فيها نزاع ومَزَلَّةُ أقدامٍ ومَضَلَّةُ أفهامٍ، هل الأفعال مخلوقة لله أو هي من خلق العباد؟

القول الأول: قول الجبرية والجهمية: إن العبد مجبور، ليس له دَخْلٌ في الأفعال، فهي مَحْضُ خَلْقِ الله عز وجل، فصلاته التي يؤديها ليس باختياره، إنما هو مجبور، وهؤلاء غَلَوا في إثبات قدرة الله.

وقولهم هذا ضلال مبين، ومعناه أن الله يظلمهم ويعذبهم على شيء


الشرح