ليس فيه ناقِضٌ، ولا
مُعَقِّبٌ، ولا مُزِيلٌ، ولا مُغَيِّرٌ، ولا ناقِصٌ ولا زائِدٌ من خَلقِهِ في
سَمَواتِهِ وأَرضِهِ.
وذلك
من عَقْدِ الإيمانِ، وأُصولِ المعرفةِ.
****
لا أحد يتصرف، فيغير ما قضاه الله وقدَّره، لا رادَّ لقضائه ولا معقِّب
لحكمه: ﴿وَٱللَّهُ
يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ﴾ [الرعد: 41]. فلا أحد ينقص شيئًا من قضاء الله، ولا
يزيد شيئًا أبدًا، هذا شيء قُضِي منه وانتُهِي منه؛ إذا اعتقد المسلم ذلك أراحه من
كثير من الشكوك والأوهام.ولكن ليس معنى ذلك أنه يتَّكِل على القضاء والقدر
والكتاب، ويَتْرُك العمَلَ، هو مأمور بالعمل وطلب الرزق وفعل الأسباب، هذا من
ناحية العمل، وأما من ناحية النتائج فهي بيد الله عز وجل.
هذه العقيدة، عقيدة القضاء والقدر، من عقيدة الإيمان بالله سبحانه وتعالى؛ فالذي لا يكون مؤمنًا بالقضاء والقدر لا يكون مؤمنًا بالله جل وعلا، بل كان متنقِّصًا لله عز وجل، فالإيمان به من العقيدة وليس من الأشياء الثَّانَوِيَّة أو الفرعية، فالإيمان بالقضاء والقدر من صَمِيم العقيدة، وهو ركن من أركان الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانِ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
الصفحة 1 / 224