والاعترافِ بتوحيد
الله تعالى وربوبيَّتِهِ، كما قال تعالى في كتابه ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ
فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفرقان: 2]، وقال تعالى: ﴿وَكَانَ
أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا﴾ [الأحزاب: 38].
فوَيْلٌ
لِمَن صار لله تعالى في القَدَر خَصِيمًا.
وأَحضَرَ
للنَّظَرِ فيه قلبًا سَقِيمًا.
****
الإيمان بالقضاء والقدر يدخل في
توحيد الربوبية؛ لأنه من أفعال الله جل وعلا، فمن جحد القضاء والقدر لم يكن مؤمنًا
بتوحيد الربوبية.
﴿وَخَلَقَ
كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفرقان: 2].
﴿وَكَانَ
أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا﴾ [الأحزاب: 38].
﴿إِنَّا
كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49]، هذه الآيات الثلاث مع غيرها من الآيات تدل
على الإيمان بالقضاء والقدر ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ
إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ [التغابن: 11]، ﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ﴾ [الحديد: 22]؛
يعني: اللَّوحَ المَحفُوظَ.
الذي يدخل في أمور القضاء ويشكك فيه خَصِيمُ الله، ولا يصح الإيمان إلا
بالإيمان بالقضاء والقدر بمراتبه الأربع، حسب ما جاء في الكتاب والسنة، ولا تتدخل
في السؤالات والإشكالات والشكوك والأوهام، فإن هذا معناه مخاصمة الله عز وجل؛
فالذين تدخلوا في القضاء والقدر لم يتوصَّلوا إلى شيء، بل وقعوا في حَيْرَةٍ
واضطراب وإفساد للعقيدة.
فأمور القضاء والقدر وشئون الله عز وجل لا يدركها النَّظَر والتفكير والعقل، فلا تُكَلِّفْ عقلك شيئًا لا يستطيعه، فالعقل محدود،
الصفحة 2 / 224