فمن رام عِلْمَ ما حُظِرَ
عنه عِلمُهُ، ولم يَقنَعْ بالتسليم فَهمُهُ، حَجَبه مَرامُهُ عن خالص التَّوحيد،
وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان.
فيتَذَبْذَبُ
بين الكُفرِ والإيمَانِ، والتَّصديقِ والتَّكذيبِ، والإِقرَارِ والإِنكَارِ.
****
من لم يؤمن بما حُجِب عنه
علمه، مثل علم الكيفية، فالواجب علينا الإيمان بها وردُّها، أي: رد علمها إلى الله
عز وجل؛ ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ﴾ [البقرة: 26].
وقال عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ
أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ
وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ
فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ
تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7] حجب
الله علمه عن الخلق فلا تُتْعِبْ نفسك، ثم قال: يسلِّمون ويستسلمون، ولا يمنعهم
عَدَمُ معرفة معناه من الإيمان به والتسليم له، أو أن المعنى أنهم يردون
المتشابِهَ من كتاب الله إلى المحكم منه ليفسِّروه ويتَّضِحَ معناه ويقولون: ﴿كُلّٞ
مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ﴾ [آل عمران: 7].
من لم يُسلِّم لله ولا إلى الرسول؛ فإنه يُحجب عن معرفة الله ومعرفة الحق؛
فيكون في متاهات وضلالات.
وهذه حال المنافقين الذين يتذبذبون، تارة مع المُسْلمين وتارة مع المنافقين، وتارة يصدقون وتارة يكذبون ﴿كُلَّمَآ أَضَآءَ لَهُم مَّشَوۡاْ فِيهِ وَإِذَآ أَظۡلَمَ عَلَيۡهِمۡ قَامُواْۚ﴾ [البقرة: 20].