مُوَسوِسًا تائهًا شاكًّا،
لا مؤمنًا مصدِّقًا، ولا جاحدًا مكذبًا.
ولا
يصح الإيمان بالرُّؤية لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوَهمٍ أو تأوَّلها
بفَهمٍ.
****
أما أهل الإيمان فما عرفوا قالوا به، وما لم يعرفوا وَكَلوا عِلْمَهُ إلى
الله جل وعلا، ولا يكلِّفون أنفُسَهم شيئًا لا يعرفونه، أو يقولون على الله ما لا
يعلمون.
فالقول على الله بغير علم هو عَدِيلُ الشِّرك، بل هو أعظم من الشِّرك، قال
تعالى: ﴿قُلۡ
إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ
وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ
بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]؛
فجعل القول على الله بغير علم فوق الشِّرك بالله؛ مما يدل على خطورة القول على
الله بغير علم.
هذه حالة أهل التردُّد والنفاق، دائمًا شاكِّين، دائمًا مترددِّين ومتذبذِبين؛
لأنه ما ثبتت قدم أحدهم في الإسلام ولم يسلِّمْ لله ولا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
كما ذكر الله عن المنافقين أنهم ﴿مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ
ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ﴾ [النساء: 143].
﴿وَإِذَا
لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ
قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ١٤ ٱللَّهُ يَسۡتَهۡزِئُ
بِهِمۡ وَيَمُدُّهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ١٥﴾ [البقرة: 14، 15].
دار السلام هي الجنَّة؛ فلا يصح الإيمان بالرؤية؛ أي: رؤية الله فيها لمن يتوهم ويتأول فيها وينفي حقيقتها، ولم يسلم لله ولا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتدخل فيها بفِكْرِه وفَهمِهِ.