×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

إذا كان تأويل الرؤية وتأويل كلِّ معنًى يُضاف إلى الرُّبوبية بتَرْكِ التأويل ولزوم التسليم.

وعليه دين المُسْلمين.

ومن لم يَتَوَقَّ النَّفيَ والتَّشبيهَ، زَلَّ ولم يُصِبِ التَّنزيهَ.

****

كل هذا تأكيدٌ لما سبق في أنه يجب التسليم لما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك الرؤية، لا نتدخل فيها كما تدخل أهل البدع، بل نثبتها كما جاءت ونؤمن بها، ونثبت أن المؤمنين يرون ربهم في عَرَصات يوم القيامة قبل دخول الجنَّة، وبعد دخولهم الجنَّة يرونه أيضًا، إكرامًا لهم حيث آمنوا به في الدُّنيا ولم يروه.

وهذا الأمر عليه دين المُسْلمين، وهو الإيمان والتسليم لما جاء عن الله ورسوله، وعدم التدخُّل في ذلك بالأفهام والأوهام والتأويلات الباطلة، والتحريفات الضالة، هذا دين الإسلام، بخلاف غير المُسْلمين؛ فإنهم يتدخلون فيما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحرِّفون الكَلِم عن مواضعه.

لابد كما سبق من الوسط بين التعطيل وبين التشبيه، فلا يبالغ ويغلو في تنزيه الله حتَّى يعطل الله من صفاته كما فعل المعطلة، ولا أثبته إثباتًا فيه غلوٌّ حتَّى يشبِّه اللهَ بخلقه، بل يعتدل فيُثبت لله ما ثبته لنفسه وأثبته له رسوله، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تعطيل ولا تكييف، هذا هو الصراط المستقيم المعتدل.

فالله سبحانه وتعالى لا شَبِيهَ له، ولا مَثِيلَ ولا عَدِيلَ له سبحانه وتعالى.


الشرح