×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فإن ربَّنا جل وعلا موصوف بصفات الوَحدانيَّةِ.

مَنعُوتٌ بنُعُوتِ الفَرْدانِيَّةِ، ليس في معناه أحد من البَرِيَّةِ.

وتعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات.

****

صفات الوحدانية بأن الله واحد لا شريك له، لا في ربوبيته ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته، فهو واحد في كل هذه الحقائق.

«منعوت»، أي: موصوف بصفات الكمال، ونعوت الجلال، التي لا يشبهه فيها أحد من خلقه، بل أسماؤه وصفاته خاصة به ولائقة به، وصفات المخلوقين وأسماء المخلوقين خاصة بهم ولائقة بهم، وبهذا يتضح لك الحق والصواب، وتَبرَأُ من طريقة المُعَطِّلَةِ ومن طريقة المُشَبِّهَةِ.

هذا فيه إجمال: إن كان يريد الحدود المخلوقة فالله منزه عن الحدود والحلول في المخلوقات، وإن كان يريد بالحدود: الحدود غير المخلوقة، وهي جهة العلو؛ فهذا ثابت لله جل وعلا وتعالى، فالله لا يُنَزَّه عن العلو؛ لأنه حق، فليس هذا من باب الحدود ولا من باب الجهات المخلوقة.

والغايات فيها إجمال أيضًا، فهي تحتمل حقًّا وتحتمل باطلاً، فإن كان المراد بالغاية: الحكمة من خلق المخلوقات، وأنه خَلَقها لحكمة، فهذا حق، ولكن يقال: حكمة، لا يقال: غاية، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56].


الشرح