×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

لا تَحوِيهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كسائر المُبتَدَعاتِ.

****

وإن أريد بالغاية: الحاجة إلى المخلوقات، فنعم، هذا نفي صحيح، فالله عز وجل لم يخلق الخلق لحاجته وفقره إليهم، فإنه غني عن العالمين.

«والأركان، والأعضاء، والأدوات» فيها إجمال أيضًا، إن أُريد بالأركان والأعضاء والأدوات: الصِّفات الذاتية مثل الوجه، واليدين، فهذا حق، ونفيه باطل.

وإن أُريد نَفْيُ الأعضاء التي تشابه أعضاء المخلوقين وأدوات المخلوقين فالله سبحانه منزه عن ذلك.

فالأبعاض والأعضاء فالحاصل أن هذا فيه تفصيل:

أولاً: إذا أُريد بذلك نفي الصِّفات الذاتية عن الله تعالى من الوجه واليدين، وما ثبت له سبحانه وتعالى من صفاته الذاتية، فهذا باطل.

ثانيًا: أمَّا إن أُريد بذلك أن الله منزَّه عن مُشابَهَةِ أبعاض المخلوقين وأعضاء المخلوقين وأدوات المخلوقين، فنعم، الله منزَّه عن ذلك؛ لأنه لا يشبهه أحد من خلقه، لا في ذاته ولا في أسمائه ولا في صفاته.

الحاصل: أن هذه الألفاظ التي ساقها المصنف فيها إجمال، ولكن يُحمَل كلامه على الحق؛ لأنه - رحمه الله تعالى - من أَهل السُّنة والجمَاعة، ولأنه من أئمة المحدثين، فلا يمكن أن يقصد المعاني السيئة، ولكنه يقصد المعاني الصحيحة، وليته فصَّل ذلك وبيَّنه ولم يُجمِل هذا الإجمال.

نقول: هذا فيه إجمال، إن أُريد الجهات المخلوقة، فالله منزَّه عن ذلك، لا يحويه شيء من مخلوقاته، وإن أُريد جهة العلو وأنه فوق


الشرح