×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

وعَلِم أنه بصفاتِهِ ليس كالبَشَر.

والرؤية حق لأهل الجنَّة، بغير إحاطة ولا كيفية.

****

صفاته من الكلام وغيره ليست كصفات البشر للفرق بين صفات الخالق وصفات المخلوق.

الرؤية: أي: رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى، فإن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى في الآخرة، يرونه عِيانًا بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وكما يرون الشمس صَحْوًا ليس دونها سحاب، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك في الأحاديث الصحيحة المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم ([1])؛ ولذلك قال المصنف: الرؤية حق، أي: ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع أَهل السُّنة والجمَاعة من السلف والخلف، ولم يخالف فيها إلا المبتدعة وأصحاب المذاهب المنحرفة.

فالمؤمنون يرون ربهم سبحانه وتعالى كما قال سبحانه﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ ٢٣ [القيامة: 22، 23]، وهي وجوه المؤمنين ﴿نَّاضِرَةٌ [القيامة: 22] يعني من النضرة وهي: البهاء والحسن ﴿تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ [المطففين: 24]، وأما ﴿نَاظِرَةٞ [القيامة: 23]، فمعناها: المُعَايَنَة بالأبصار، تقول: نظرتُ إلى كذا، أي: أبصرتُه.

فالنظر له استعمالات في كتاب الله عز وجل، إذا عُدِّي بـ«إلى» فمعناه المعاينة بالأبصار، ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ ١٨ [الغاشية: 17، 18]، أي: ألم ينظروا بأبصارهم إلى هذه المخلوقات العجيبة الدالة على قدرة الله عز وجل ؟!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (554)، ومسلم رقم (633).