وفي هذه الآية: ﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة: 23]
معداة بـ «إلى».
وإذا عُدِّي النظر بنفسه وبدون واسطة فمعناه التوقُّف والانتِظَار: ﴿يَوۡمَ
يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا
نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ﴾ [الحديد: 13]، ﴿ٱنظُرُونَا﴾ [الحديد: 13] أي: انتظرونا
من أجل أن نستضِيءَ بنوركم؛ لأن المنافقين ينطفئ نورهم والعياذ بالله، فيبقَوْن في
ظلمة، فيطلبون من المؤمنين أن ينتظروهم حتَّى يقتبسوا من نورهم.
وقوله تعالى: ﴿هَلۡ
يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ﴾ [البقرة: 210] أي:
ما ينتظرون إلا مجيء الرب يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده.
وإذا عُدِّي النظر بـ«في» فمعناه التفكر والاعتبار، كما قال تعالى: ﴿أَوَلَمۡ
يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأعراف: 185]؛
أي: يتفكروا في مخلوقات الله العلوية والسفلية، ويستدلون بها على قدرة الله الخالق
سبحانه وتعالى واستحقاقه للعبادة.
الحاصل: أن النظر هنا عُدِّي بـ«إلى» ومعناه: الرؤية والمعاينة.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ
وَزِيَادَةٞۖ﴾ [يونس: 26] فسر النَّبي صلى الله عليه وسلم «الحسنى»
بأنها الجنَّة، وفسر «الزيادة» بأنها النظر إلى وجه الله الكريم، وهذا في «صحيح
مسلم» ([1]).
وقال تعالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ﴾ [ق: 35] المزيد: هو النظر إلى وجه الله الكريم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (181).