وفي القرآن قوله جل وعلا: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ
خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49].
وقوله: ﴿وَخَلَقَ
كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا﴾ [الفرقان: 2].
فليس هناك شيء بدون تقدير، أو أن هناك أشياءَ تقع صدفة، أو أن الأمر أُنف؛
إن كل شيء يحدث فإنه مُقَدَّر ومكتوب.
والإيمان بالقضاء والقدر يتضمَّن أَربَعَ درجات، نلخِّصها فيما يلي:
المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله الشامل المحيط بكل شيء، وأن الله علم
الأشياء أزلاً، علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، لا يخفى على علمه
شيء سبحانه وتعالى.
المرتبة الثانية: أن الله جل وعلا كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق
بعد أن علمها سبحانه. وهي الكتابة العامة الشاملة لكل شيء.
وفي الحديث: «إِنَّ أَوَّلَ مَا
خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ: اكْتُبْ، قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ
مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَرَى الْقَلَمُ بِمَا هُوَ
كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([1]).
المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة، لا يكون في هذا الكون شيء إلا بإرادة الله ومشيئته مما هو في اللوح المحفوظ، وفي علمه سبحانه وتعالى، لا يحدث شيء بدون إرادته، ولا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ﴾ [الحج: 14]،﴿كَذَٰلِكَ ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ﴾ [آل عمران: 40].
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22757).