فما يحدث في هذا الكون من حياة وموت، وغنًى وفقر، وإيمان وكفر، كل ذلك شاءه
الله وأراده، شاء الخير وشاء الشر، وشاء الإيمان وشاء الكفر، فدخل في مشيئته كلُّ
شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة: مرتبة الخَلْق والإِيجَادِ، فما شاءه وأراده فإنه
يُوجِده ويخلقه: ﴿ٱللَّهُ
خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ﴾ [الزمر: 62].
﴿أَلَا
لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ﴾ [الأعراف: 54].
﴿مَآ
أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ
مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾ [الحديد: 22].
وأدلة العلم أدلة كثيرة جدًّا.
ومن جملة الذي وصف الله به نفسه: العلم؛ فإنه سبحانه وتعالى يعلم عدد من
يدخل الجنَّة ومن يدخل النَّار، وذلك في علمه الأزلي.
وأن ما قدره الله تعالى، لا يزاد فيه ولا ينقص، ومن ذلك: أنه يعلم أهل
الجنَّة وأهل النَّار، ويعلم ما هم عاملون، نؤمن بذلك ونتَّجه إلى العمل، ولا
نتناقش في القضاء والقدر: كيف؟ ولماذا؟ وكيف يُحاسِبُ على شيء قد قدَّره؟ إلى آخر
الهَذَيانات وإضاعة الأوقات، والاعتراض على الله عز وجل.
الواجب عليك فِعْلُ الطاعات واجتناب المعاصي، فليس شأن العبد التفتيش في سر الله عز وجل ومخاصمة الرب جل وعلا، إنما شأنه العمل؛ ولذلك لما أخبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أصحابه «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ