×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

مِنْ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ قَالَ: «لاَ، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ([1]).

قال تعالى: ﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ ٤فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ [الليل: 4، 7] السبب من العبد نفسه، إما أن يسعد وإما أن يشقى ﴿وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠ [الليل: 8، 10]؛ فالمطلوب منا العمل الصالح وتَرْك العمل السيئ،

أما الاحتجاج بالقضاء والقدر فليس بعذر؛ فإن الله عز وجل قد بيَّن لنا الخير والشَّرَّ فليس هناك عذر.

فالنَّاس يقعون في مشاكلَ بسبب دخولهم في أشياءَ ليست من اختصاصهم، فيقول: إن كان الله قد كَتَب لي أن أدخل الجنَّة دخلتُها، وإن كان قد كَتَب لي أن أدخل النَّار دخلتُها، ولا يعمل شيئًا.

فيقال له: أنت لا تقول بهذا في نفسك، هل تقعد في البيت وتترك طلب الرزق وتقول: إن كان الله قد كتب لي رزقًا فسيُيَسِّره لي؟ أو تخرج وتسعى وتطلب الرزق؟ البهائم والطيور لا تقعد في أوكارها، بل تخرج وتطلب الرزق، وجاء في الحديث: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» ([2])؛ فالله فَطَرها على طلب الرزق، وعلى فعل الأسباب، وهي بهائم، وأنت رجل عاقل!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6605)، ومسلم رقم (2647).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2344)، وابن ماجه رقم (4169)، وأحمد رقم (205).