وكذلك أفعالُهُم فيما عَلِم
منهم أن يفعَلُوه.
وكلٌّ
مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له.
والأعمالُ
بالخَوَاتِيمِ.
****
وأيضًا: لو أن أحدًا سرق منك شيئًا، هل تقول: هذا قضاء وقدر، أم تشتكيه؟ بل تشتكيه
وتطلب وتخاصم، ولا تحتج بالقضاء والقدر!
أي: علم أفعالَهُم في الأزل.
قال تعالى: ﴿فَأَمَّا
مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ
٧وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠﴾ [الليل: 5، 10].
«والأعمال بالخواتيم»: الإِنسَان لا يغتر بعمله وإن كان أصلحَ الصالحين، بل
يخاف من سوء العاقبة، ولا يحكم على أحد بأنه من أهل النَّار بمُوجَبِ أفعاله؛ لأنه
لا يدري بماذا يختم له.
ويوضِّح ذلك حديثُ النَّبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكٌ، فَيُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ،، وَ يُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أَوْ قِيدُ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أَوْ قِيدُ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا» ([1]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (8023)، ومسلم رقم (3462).