والسَّعيد من سَعِدَ بقضاء
الله، والشَّقِيُّ من شَقِيَ بقضاء الله.
وأَصلُ
القَدَر سِرُّ الله تعالى في خَلقِهِ.
****
فالإِنسَان يخاف من سوء الخاتمة، ولا يحكم على أحد بسوء الخاتمة؛ لأنه لا
يدري بما يُختَم له؛ فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن
يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38].
فالأعمال بالخواتيم، ولكن من لُطْفِ الله عز وجل بعباده أن من عاش على
الخير فإنه يُختَم له بالخير، ومن عاش على الشر فإنه يُختَم له بالشر؛ فالإِنسَان
يعمل الأسباب ويُحسِن الظنَّ بالله عز وجل.
وبعض النَّاس يقول: أتوب قبل الموت!
فنقول له: وهل تدري متى تموت؟ يمكن أن تموت في لحظة لا يمكن معها التوبة، ولا تدري
هل التوبة مقبولة أم لا؛ لأن التوبة لها شروط.
لا يشقى بقضاء الله عز وجل، إنما يشقى بعمله الذي قدره الله له. من قدر
الله أنه يشقى أو يسعد فسييسره له.
أي: لن تصل إلى سره، مهما حاولْتَ التفتيش في القضاء والقدر؛ فلا تُكلِّف نفسَكَ، ولكن آمِنْ بالقضاء والقدر، واعمَلِ الأعمال الصالحة واجتَنِب الأعمال السيئة، وأما أن تبحث عن أسرار القدر فهذا ليس من اختصاصك، ولا هو من شأنك، وما كُلِّفتَ به.