×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولابد معهما من المحبة لله، فلابد من هذه الأمور الثلاثة: المحبة لله، والخوف منه سبحانه وتعالى، والرجاء لفضله.

فمن اقتصر على المحبة فقط فهو صوفي؛ فالصوفية يعبدون الله عز وجل بالمحبة، ولا يخافون ولا يرجون، يقول قائلهم: أنا لا أعبده طمعًا في جنته، ولا خوفًا من ناره، وإنما أعبده للمحبة فقط، وهذا ضلال والعياذ بالله.

ومن عَبَد الله بالخوف فقط فهو من الخوارج؛ لأن الخوارج أخذوا جانب الخوف والوعيد فقط، فكفروا بالمعاصي.

ومن عَبَد الله بالرجاء فقط فهو من المرجئة، الذين أخذوا جانب الرجاء فقط، وتركوا جانب الخوف.

أما أهل التَّوحيد فيعبدون الله بجميع الثلاث: بالحب والخوف والرجاء.

ثم إن الخوف لا يكون معه قنوط، فإن كان معه قنوط من رحمة الله صار كفرًا؛ ﴿إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡ‍َٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [يوسف: 87].

قال الخليل: ﴿وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحجر: 56].

وكذلك الرجاء لا يكون رجاءً مع الأمن من مكر الله وعدم الخوف، وهذا مذهب المرجئة، وهو مذهب ضال؛ ﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأعراف: 99]؛ فالرجاء فقط كفر، والخوف دون الرجاء كفر، ولذلك قال المصنف: «ينقُلان عن ملة الإسلام».


الشرح