وسَبِيلُ الحَقِّ بينهما
لأَهلِ القِبلَةِ.
ولا
يَخرُجُ العَبدُ من الإيمَانِ إلاَّ بجُحودِ ما أدخَلَه فيه.
****
لذا يقول بعض السلف: يجب على العبد أن يكون بين الخوف والرجاء؛ يعني:
يُسَوِّي بينهما، كجَناحَي الطائر، وجَنَاحَا الطائر معتدلان، لو اختَلَّ واحد
منهما سقط، فكذلك العبد بين الخوف والرجاء كجناحي الطائر.
«الحق بينهما» أي: الخوف والرجاء «لأهل القبلة» أي: المُسْلمين، سُمُّوا أهل
القبلة لأنهم يصلون إلى الكعبة، أما من لا يصلي إلى الكعبة فليس من المُسْلمين لأن
الله أمر بالتوجه إلى الكعبة، فالواجب اتباع أمره سبحانه حينما
نسخ الاستقبال لبيت المقدس، فالمؤمن يدور مع الأوامر؛ لأنه عبد لله: ﴿وَمَا
جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ
مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ﴾ [البقرة: 143].
هذا الكلام فيه مؤاخذة؛ لأنَّ قَصْرَ الكفر على الجحود مذهب المرجئة،
ونواقض الإسلام كثيرة:
منها: الجحود.
ومنها: الشِّرك بالله عز وجل.
ومنها: الاستهزاء بالدين أو بشيء منه ولو لم يجحد...
وهي نواقض كثيرة ذكرها العلماء والفقهاء في أبواب الردة.
ومنها: تحليل الحرام وتحريم الحلال.
وذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب منها عشرة، وهي أهمها، وإلا فالنواقض كثيرة.
الصفحة 3 / 224