ومنهم: الموكل بالأجِنَّة في بطون الحوامل، كما في حديث ابن مسعود «ثُمَّ يُرْسَلُ الله إِلَيْهِ الْمَلَك
فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ» ([1]).
فهم موكَّلون بأعمال يقومون بها كما أمر الله تعالى بها: ﴿لَا
يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأنبياء: 27]، ﴿يُسَبِّحُونَ
ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ﴾ [الأنبياء: 20].
فهم يعبدون الله عبادة متواصلة، ومع ذلك يقومون بما أوكل إليهم من تنفيذ
الأوامر في المخلوقات ولهم مَهَامُّ عظيمةٌ.
وخِلْقتهم لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، تختلف عن خِلْقة بني آدم ﴿جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ
رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ﴾ [فاطر: 1]؛،
ولبعضهم أكثر من ذلك ﴿يَزِيدُ
فِي ٱلۡخَلۡقِ مَا يَشَآءُۚ﴾ [فاطر: 1]؛ فجبريل عليه السلام له سِتُّمائة جَناح،
كلُّ جَناح منها سَدَّ الأُفُق، فلا يعلم خِلْقتها ولا كيفيتها إلا الله.
أما البشر فلا يستطيعون رؤية المَلَك على صورته، وإنما يأتي المَلَك في صورة إنسان، كما كان جبريل يأتي إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم في صورة إنسان، ويجلس إليه ويكلمه، ولم يره النَّبي صلى الله عليه وسلم على صورته الملكية إلا مرتين، مرة وهو في بطحاء مكة رآه في الأفق، ومرة عند سدرة المنتهى في ليلة الإسراء والمعراج، وما عدا هاتين المرتين فإن جبريل يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم في صورة إنسان، وكثيرًا ما يأتي في صورة دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ رضي الله عنه.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3320).