×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والكُتُب المُنَزَّلَةِ على المُرسَلِين ونَشهَدُ أنَّهم كانوا على الحَقِّ المُبِينِ.

****

وقوله: «والنَّبيين» النَّبيين جمع نبي وهو من أُوحِي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.

والرسول: من أُوحِي إليه بشرع وأمر بتبليغه.

ويجب الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين ومن آمن ببعضهم وكفر ببعضهم فهو كافر بالجميع: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ [البقرة: 285].

من أصول الإيمان وأركانه: الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على الرسل لهداية الخلق؛ فالله تعالى أنزل الكتب على الرسل من كلامه ووحيه وتشريعه، أنزلها على الرسل لِيُبَلِّغوها إلى أُمَمِهم، فيها الأوامر وفيها النواهي، وفيها شرع الله جل وعلا.

منها ما سماه الله في القرآن، ومنها ما لم يسمه، ونحن نؤمن بجميع الكتب، ما سماه لنا وما لم يسمه، كالتوراة التي أنزلها على موسى، والإنجيل الذي أنزله على عيسى، والقرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، والزَّبور الذي أنزله على داود: ﴿وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا [النساء: 163]، وصحف إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

فنؤمن بها كلها وأنها في مصلحة الخلق وهداية الخلق وإقامة الحجة، فمن آمن ببعض الكتب وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع؛ لأنها كلها من كلام الله؛ فلا يجوز الإيمان ببعضها والكفر بالبعض الآخر، قال تعالى: ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضٖۚ فَمَا جَزَآءُ مَن يَفۡعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ إِلَّا خِزۡيٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ [البقرة: 85].


الشرح