وهو
مُتعَالٍ عن الأضدَادِ والأندَادِ.
****
ومن صفاته: الحكمة، الحكيم الذي
يضع الأشياء في مواضعها، فيضع الفضلَ في أهل الطاعة، ويضع العذاب في أهل الكفر
والمعاصي، هذا فضله سبحانه وعدله.
«متعال» أي: مرتفع بذاته وقدره وقهره «عن الأضداد والأنداد».
فالأنداد: هم الأمثال والشُّبَهاء والنُّظَراء؛ فالله سبحانه وتعالى ليس له نظير،
وليس له مثيل ولا شبيه، فلا أحد يشارك الله ولا يشابهه ولا يساويه جل وعلا، وهذا
من علو قدره وقهره وهو العلي بذاته فوق مخلوقاته.
أما الأضداد: فهم المعارضون له، فالله ليس له معارض، ولا يضادُّه
أحد من خلقه، فإنه إذا أراد أمرًا فلا يمكن لأحد أن يعترض ويمنع أمره سبحانه
وتعالى، وإذا أراد إعطاءً فلا أحَدَ يمنع، وإذا أراد منعًا لشيء فلا أحد يعطيه «لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ
مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ»([1]).
قال تعالى: ﴿مَّا
يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ
فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2].
فلا نِدَّ لله ولا ضِدَّ له فيما يأمر به وينهى عنه، خلافَ المخلوقين فيوجد من ينازعهم ويقف ضِدَّ تنفيذِ أوامرهم، فالمخلوقات كلها لها مشارِكٌ، فالخلق يتشابهون في العلم والاسم وفي كل شيء، في الأجساد والصِّفات، ويشتركون في الأفعال والأملاك والله سبحانه لا يشبهه أحد ولا يشاركه أحد.
([1])أخرجه: البخاري رقم (844)، ومسلم رقم (593).
الصفحة 2 / 224