نزل
به الرُّوحُ الأَمِينُ، فعلَّمه سَيِّدَ المرسلين محمدًا صلى الله عليه وعلى آله
وسلم.
****
فلا نقول فيه بعقولنا القاصرة، إنما يفسره الله سبحانه الذي نزله، أو
النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي وُكِل إليه بيانه، أو الصَّحابة الذين
تتلمذوا على المصطفى صلى الله عليه وسلم، أو التابعون الذين رووا عن تلاميذ
النَّبي صلى الله عليه وسلم، أو اللغة التي نزل بها؛ لأنه نزل بلسان عربي مبين.
أما تفسيره بما يقوله الطبيب الفلاني أو المفكر الفلاني أو الفلكي الفلاني،
فالنظريات تختلف، فاليوم نظرية وغدًا نظرية تُبطِلُها؛ لأنها من عمل البشر، فلا
يُفسَّر كلام الله بهذه الأشياء التي تتبدل وتتغير كما يفعله الجهال اليوم ويقولون:
هذا من الإعجاز العلمي.
قوله: «ونشهد أنه كلام رب العالمين» نشهد أن القرآن كلام الله تكلم الله به
حقيقة، وسمعه جبريل من الله، وبلغه إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، وبلَّغَه محمد
صلى الله عليه وسلم إلى أمته، وبلَّغَتْه أُمَّتُه كُلَّ جِيلٍ إلى الجيل الذي بعده،
نحن نكتبُه ونقرَؤُه ونحفَظُه، وهو بذلك كلام الله ما هو بكلامنا، ولا كلام النَّبي
صلى الله عليه وسلم، ولا كلام جبريل عليه السلام.
الروح الأمين هو جبريل، وسمي بهذا لأنه مؤتمَن لا يغيِّر ولا يبدِّل؛ مؤتمن على ما حمَّله الله، لا يُتَّهَم بالخيانة كما تقوله اليهود يقولون: جبريل عدونا، أو كما يقوله غلاة الشيعة: إن الرسالة لعلي ولكن جبريل خان وبلغها إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فهذا تكذيب لله؛ لأن الله سماه أمينًا.