وهو
كلام الله تعالى لا يُسَاوِيهِ شيء من كَلامِ المَخلوقِين.
****
فأنزل الله في اليهود: ﴿مَن كَانَ عَدُوّٗا
لِّـجِبۡرِيلَ فَإِنَّهُۥ نَزَّلَهُۥ عَلَىٰ قَلۡبِكَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٗا
لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ﴾ [البقرة: 97]. ثم قال: ﴿مَن كَانَ
عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ
ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 98].
من عادى جبريل أو مَلَكًا من المَلائكَة فإن الله عدوه، وكذا من عادى
رسولاً من الرسل، فهو كافر، ومن عادى وليًّا من أولياء الله فإنه مبارِزُ اللهِ
بالمحاربة، كما صحَّ في الحديث ([1]).
فجبريل علَّمه للنبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿عَلَّمَهُۥ
شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ﴾ [النجم: 5] وضمير المفعول في ﴿عَلَّمَهُۥ﴾ [النجم: 5] راجع إلى
النَّبي صلى الله عليه وسلم، و﴿شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ﴾ [النجم: 5] جبريل؛
فعلَّم النَّبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله.
هو كلام الله، تكلم به سبحانه حقيقةً، وسمعه جبريل من الله حقيقةً، وبلَّغه
إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان ﴿لَّا
يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ﴾ [فصلت: 42].
﴿وَإِن
كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا
غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا ٧٣وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ
كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡٔٗا قَلِيلًا ٧٤ إِذٗا لَّأَذَقۡنَٰكَ ضِعۡفَ ٱلۡحَيَوٰةِ
وَضِعۡفَ ٱلۡمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيۡنَا نَصِيرٗا ٧٥﴾ [الإسراء: 73، 75].
فالرسول يبلغ القرآن، لا يُنقِص ولا يزيد ولا يبدل؛ ﴿وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ٤٦﴾ [الحاقة: 44- 46].
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3095).