×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا نقول بخلقه، ولا نخالف جماعة المُسْلمين.

****

وهو كلام الله، سبحانه وتعالى كما نزل، فالله حفظه من الزيادة والنقص: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9].

لا نقول: القرآن مخلوق، كما تقول الجهمية؛ فهذا كفر وجحود لكلام الله، ووصف لله بالنقص وأنه لا يتكلم، والذي لا يتكلم يكون ناقصًا ولا يكون إلهًا.

ولهذا لما قال قوم السامري: ﴿هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ [طه: 88]؛ يعنون العِجْل أو التِّمثَالَ، قال الله جل وعلا: ﴿أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا وَلَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ ضَرّٗا وَلَا نَفۡعٗا [طه: 89]؛ فقال: ﴿أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ قَوۡلٗا [طه: 89]؛ أي: لا يتكلم، فدل على بطلان عبادتهم له.

وفي الآية الأخرى: ﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّهُۥ لَا يُكَلِّمُهُمۡ وَلَا يَهۡدِيهِمۡ سَبِيلًاۘ [الأعراف: 148].

والكلام صفة كمال، وعدم الكلام صفة نقص؛ فالله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص، ومتصف بصفات الكمال.

«ولا نخالف جماعة المُسْلمين» فجماعة المُسْلمين يؤمنون بأنه منزَّل حقيقةً غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، هذه عقيدة المُسْلمين في القرآن.

وكذلك لا نخالف جماعة المُسْلمين في كل ما اجتمعوا عليه من أمور الدين، قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا [النساء: 115].


الشرح