وأن الله تعالى خلق الجنَّة
والنَّار قَبلَ الخَلْقِ، وخلق لهما أهلاً.
فمن
شاء منهم إلى الجنَّة فضلاً منه. ومن شاء منهم إلى النَّار عدلاً منه.
****
رُمِيَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ
سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَالآْنَ وَصَلَ إِلَى قَعْرِهَا» ([1])؛ فدل على أن
النَّار قد خُلِقت.
وقال صلى الله عليه وسلم في الحر والبرد: «إنهما نَفَسان لجهنَّمَ: نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ،
فَشِدَّةُ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا، وَشِدَّةُ مَا
تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ مِنْ سَمُومِهَاِ» ([2]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ
فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([3]).
وكذلك الميت في قبره يُفتَح له باب إلى الجنَّة، والكافر باب إلى النَّار،
فهذا يدل على وجود الجنَّة والنَّار، وأنكر هذا أهل الضلال، ويقولون: تُخلَقان يوم
القيامة.
الله قدَّر للجنة أهلاً، وكذلك للنار أهلاً، فعلى حسب عملهم يُجَازَون.
الجنَّة لا تُنال بالعمل، إنما هو سبب، وإنما الجنَّة تنال بفضل الله، فمهما عمل ابن آدم من الأعمال الصالحة وإن كثرت فإنها
([1])أخرجه: البخاري رقم (537)، ومسلم رقم (617).