وكلٌّ يعمل لما قد فُرِغَ
له، وصَائِرٌ إلى ما خُلِقَ له.
والخَيرُ
والشَّرُّ مُقَدَّرانِ على العِبَادِ.
****
لا تقابل الجنَّة، إنما تنال بفضل الله عز وجل، والعمل الصالح سبب: ﴿ٱدۡخُلُواْ
ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32] أي: بسبب ما
كنتم تعملون.
ودخول النَّار بسبب الكفر، عدلاً من الله، أدخله النَّار، لا بظلم، إنما
أدخله بسبب عمله.
إن كان من أهل السعادة فإنه يعمل بعمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاوة
فسيعمل بعمل أهل الشقاوة، قال صلى الله عليه وسلم: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ([1]).
وقال تعالى: ﴿إِنَّ سَعۡيَكُمۡ
لَشَتَّىٰ ٤فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡيُسۡرَىٰ ٧وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩
فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠﴾ [الليل: 4، 10].
فالأعمال هي التي تحكمك، إن كانت صالحة فأنت مُيَسَّر لليسرى، وإن كانت
سيئة فأنت مُيَسَّر للعسرى.
سبق بحث هذا في القدر، والإيمان بالقدر - كما سبق - هو أحد أركان الإيمان
الستة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانِ:
أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ
الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([2]).
والمؤلف أخذ هذا المعنى من نص الحديث.