×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ولا شيء مثله:

****

العقيدة والتَّوحيد بمعنًى واحد، سواء سُمِّيت عقيدة أو توحيدًا أو إيمانًا، فالمعنى واحد وإن اختلفت الأسماء.

وقوله: «بتوفيق الله» هذا تسليم لله عز وجل، وتضرُّع إلى الله، وتبَرُّؤٌ من الحول والقوة؛ فالإِنسَان لا يزكِّي نفسَه، وإنما يقول: بتوفيق الله، بمشيئة الله، بحول الله، هذا أدب العلماء رحمهم الله.

«إن الله واحد لا شريك له» هذا هو التَّوحيد؛ واحد في ربوبيته، واحد في ألوهيته، وواحد في أسمائه وصفاته.

مأخوذ من قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11].

وقوله تعالى: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ [الإخلاص: 4].

وقوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا [البقرة: 22]؛ أي: شُبَهاءَ ونُظَراءَ.

وقوله تعالى: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65]، أي: مماثل يساميه سبحانه وتعالى؛ فالتمثيل والتشبيه منفيان عن الله عز وجل؛ لا يشبهه أحد من خلقه، وهذا هو الواجب أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ونعتقده ولا نشبِّهه بأحد من خلقه، ولا نمثِّله بخلقه سبحانه وتعالى.

وهذا فيه رد على المشبهة الذين يعتقدون أن الله مثل خلقه، ولا يُفرِّقون بين الخالق والمخلوق، وهو مذهب باطل.

وفي مقابله مذهب المعطلة؛ الذين غلوا في التنزيه حتَّى نفوا عن الله ما أثبته من الأسماء والصِّفات، فرارًا من التشبيه بزعمهم.

فكلا الطائفتين غلت، المعطِّلة غَلَوا في التنزيه ونَفْي المماثلة،


الشرح